قصة رمز الأروباز Arobase

لقد باتت تكنولوجيا المعلومات جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية لجميع
متحف الفن الحديث يتبنى @: اكتسب متحف الفن الحديث في نيويورك مؤخراً علامة
الآروباز
arobase التي تُكتب اختصارا بـ @ ، والتي ترمز في التطبيقات المعلوماتية إلى "التواجد في" at، وذلك على اساس أن هذه العلامة تمثل رمز الانتقال إلى عصر المعلوماتية الكامل. ومن الآن فصاعدا، ستكون هذه العلامة في دليل (كاتالوغ) قسم التصميم (الديزاين) والهندسة المعمارية التابع للمتحف.



ومن الناحية العملية، فإن الآروباز@ هي علامة صغيرة توجد على لوحة مفاتيح الكمبيوتر، كما انها تُعتمد في العديد من التطبيقات الكمبيوترية، (أبرزها عناوين حسابات البريد الإلكتروني). على أنها خطوة كبيرة لمتحف الفن الحديث بنيويورك، إذ أنه ولأول مرة في تاريخ هذا المتحف سيسجل هذا الرمز كعمل "فني ظاهري"، حقوق النشر فيه حرة كما تقول باولا انطونيلي Paola Antonelli ، محافظة قسم التصميم (الديزاين) والهندسة المعمارية في متحف نيويورك على مدونتها ضمن الإنترنت:
Blog Paola Antonelli


ويعد هذا الكسب من قبل المتحف قيمة إضافية رمزية وقوية في الوقت نفسه ويعبّر بامتياز عن الانتقال النوعي إلى عصر المعلوماتية التام، كما تقول انطونيلي. ومن ميزات هذه العلامة أنها من اكبر العلامات التي تستعمل من قبل الجميع للتواصل مع الآخرين. وتمثل خصوصا العنصر المكون والأساسي للبريد الالكتروني وقد تجاوزت بنجاح عقبة لغات العالم العديدة، حيث أنها من الرموز القليلة التي يُفهم معناها بصورة بديهية مباشرة لدى جميع الناس، وفي جميع أرجاء الكرة الأرضية.

قصة الآروباز @: والجدير بالملاحظة أن هذا الرمز لم يكتشف في المدة الأخيرة، مع ابتكار الكمبيوتر أو مع ولادة المعلوماتية في العالم، بل أن آثاره قديمة جداً. ومن الصعب تحديد تاريخ اكتشافه بصورة دقيقة، على أن تاريخ آثاره، حسب مصادر متحف نيويورك يرجع إلى القرن السادس ميلادي. وفي القرن السادس عشر ميلادي نجد أثره من جديد في رسالة كتبها تاجر ايطالي استعمل فيها رمز الآروباز@ والتي كان يقصد به بـ"الا مفورا" amphora وهي عبارة عن إناء يستعمل كوحدة قياس في تلك الأيام.

ولكن الشكل الحديث الذي يعرف به الآن عند الجميع يرجع إلى عام 1971 وهو شكل ابتكره المهندس الأميركي راي توملينسون Ray Tomlinson. وكان هذا المهندس أيضا أول من استعمل هذا الرمز في بريده الالكتروني.
وإذا كان متحف الفن الحديث في نيويورك قد قرر اكتساب هذه العلامة، التي هي ملك الجميع وحقوق النشر فيها حرة، فان السؤال يبقى معلقا عن ما سيقوم به المتحف بالنسبة لهذا الرمز، لأنه لا يشبه عملا فنيا كلاسيكيا يمكن عرضه للجمهور في المتحف ويختلف عن المعهود في عالم الإبداع. وهنا تكمن المشكلة، لان هذا الرمز ملك للجميع ولا يحق للمتحف أن يمتلكه لوحده، وكل ما قام به المتحف هو انه أعطى لهذا المفهوم قيمة فنية بعدما قام بامتلاكه. وهذا في الواقع هو نجاح شخصي للسيدة باولا انطونيلي التي وضعته إلى جانب انجازات فنية كبرى في عالم التصميم (الديزاين). وبذلك تأمل أن يكون هذا الرمز و هذه العلامة قادرة على أن تستعمل من جديد وان تتطور، وهذا هو مفهوم الفن حسب متحف الفن الحديث في نيويورك.

البشر منذ سنوات عديدة، وذلك في كل المجالات. على أن المرء يفصل إجمالاً بين الكمبيوتر والإبداع الفني، إلا في ما يتعلق ببعض التطبيقات المحددة مثل الرسم الكمبيوتري، أو إعادة تصميم الصور. على أن تكنولوجيا المعلومات قد تكرست الآن عملاً فنياً مكتملاً بعدما قرر متحف الفن الحديث Museum of Modern Art في نيويورك إدخال علامة "@" الكمبيوترية على أساس أنها رمز من أبرز رموز الفن الحديث، وليس مجرد رمز من رموز التطبيقات الكمبيوترية.

هل أعجبك الموضوع ؟